الفوضى تعمّ كلّ أنحاء الوطن العربي. الحرائق في كلّ مكان، من مرفأ بيروت التي تتجدّد ناره في مهزلة باتت في غاية السخف، إلى أنابيب الغاز في سوريا ومحطات الكهرباء وكروم سهل الغاب وحقول القمح والأرزّ، فيما يصدّر الأدالبة فحماً تحت . الفيضانات تغرق السودان وشعبه العربي المسكين فيما يتوسّل حكّامه التطبيع مع الصهاينة، بينما المصريون ينتظرون دبيب العطش القادم من جهة أثيوبيا. كلّ هذا في كفّة، وفيضان التطبيع العربي الزاحف على وعي شعوبنا في كفّة. متى أصبح السلام مع الذئاب خياراً؟
موقف الخندق: استسلام بلا مقابل
الفوضى تعمّ كلّ أنحاء الوطن العربي. الحرائق في كلّ مكان، من مرفأ بيروت التي تتجدّد ناره في مهزلة باتت في غاية السخف، إلى أنابيب الغاز في سوريا ومحطات الكهرباء وكروم سهل الغاب وحقول القمح والأرزّ، فيما يصدّر الأدالبة فحماً تحت . الفيضانات تغرق السودان وشعبه العربي المسكين فيما يتوسّل حكّامه التطبيع مع الصهاينة، بينما المصريون ينتظرون دبيب العطش القادم من جهة أثيوبيا. كلّ هذا في كفّة، وفيضان التطبيع العربي الزاحف على وعي شعوبنا في كفّة. متى أصبح السلام مع الذئاب خياراً؟ بل السؤال الأدقّ: كيف بربّ العرب -إن كان لهم ربّ- وصلت بهم الأيّام أن يفقدوا كلّ أوراق قوّتهم، فيضطرّوا لمثل هذه الهرولة أمام عجوزين هما نتنياهو وترامب؟ كل هذا برغم امتلاكهم نصف ثروات الكوكب التي تحرّك المعامل التي تنتج النصف الآخر.
لم يكن السلام يوماً من باب الضعف واللاخيار سلاماً. يجب إعادة تصحيح المفاهيم العربية: هذا استسلام. ألم يتعلّم أحد من تجارب الشعوب الأخرى؟ أما من قارئ يقرأ تاريخ الأمم؟ فليجب من لديه جواب وليفهمنا، هل تطمعون في أموال الصهاينة؟ أما ترون أنّهم لا ينفقون شيكل واحد من خزائنهم خارج كيانهم؟ أما ترون ميزانهم التجاري في عجزٍ دائم؟ لا يصدّق عاقل أنّ السياحة الإسرائيلية سترفع شأن مدن الرمال.
هل تطمعون في أسلحتهم؟ في طائراتهم الحديثة؟ أي عدوّ ستقاتلون بها غير ذلك الذي اختلقوه لكم فصدّقتموه، وأعانتكم على تصديقهم عصبية جاهلية وحميّة رجعية؟ هل ستضربون بال إف-35 حفاة اليمن وجياعه وأطفاله العطاشى، الذين ما برحوا يذلّون أساطيلكم؟ أنتم تعلمون أنّ طائراتهم إن وصلتكم، ولن تصلكم، ستصدأ في مطارات حرسها ومشغلوها جنود مستوردون مدفوع لهم من خزائنكم بدل إقامتهم في فنادق القواعد العسكرية التي تخترق صحاريكم من كلّ الجهات.
فلتقنعوا بالواقع، يا أدعياء الواقعية: الأميركي يرحل من المنطقة، وأهمية بترولكم تتراجع، فهل سيعوّض تطبيعكم شيئاً؟ أما يعني لكم أن تمتلك الشعوب العربية ولو لمرة فرصةً للإمساك ببعض زمام أمرها والإهتمام ببعض مصالحها؟ أما يعنيكم العطش والجوع والتلوّث وأزمة الطاقة والمشاكل الداهمة على الأقطار العربية من كل صوبٍ أم تراهنون على دولاراتكم التي تحتويها بنوك أوروبا والولايات المتحدة؟
لن يجني لك استسلامكم شيئاً، وأنتم تضيّعون على شعوبكم وشعوب المنطقة فرصةً قد لا تعود، لكنّ المؤكّد أنّ الحاكم الذي يعادي مصالح شعبه لا يسود، ولن يحميه يقيناً تطبيعه مع اليهود!
"Related Posts
صحيفة الخندق